بقلم الإعلامي ✍️ محمد محى عامر
حياتك تهمنا
الإعلامى محمد محى عامر عبر صفحته الشخصية ومن خلال برنامج حياتك تهمنا نوه على دور الأب وأعطى رسالة لمن يفقه ويعلم جيدآ قيمة الأب ودوره فى بناء الأسرة وخاطب الأبناء بأهمية التعامل بأنسانية وقلب وعقل سليم .
كما شدد على دور الإعلام فى بث وعى مجتمعى واضح وصريح تجاه المجتمع على الخروج ببيئة مؤهلة أخلاقيآ وثقافياً وإجتماعيآ وأهمية دور الأب الذى يعتبر عمود الاسرة.
تجاهل الأبناء للآباء رغم التضحيات.. لماذا يُهمَّش دور الأب في المجتمع؟
لطالما كان الأب هو العمود الفقري للأسرة، فهو الذي يكافح ويتحمل الصعاب ليؤمّن لأبنائه حياة كريمة، لكنه في كثير من الأحيان يُفاجأ بتجاهلهم له، أو حتى معاملته بجفاء بعد أن قدم لهم كل شيء. هذه الظاهرة ليست فردية، بل أصبحت تمتد في مجتمعاتنا بشكل ملحوظ، مما يطرح تساؤلات عن الأسباب التي تدفع الأبناء إلى نكران جميل آبائهم، وعن دور المجتمع في تهميش دور الأب، خاصة من بعض النساء.
تضحيات الأب.. وأين الجزاء؟
الأب لا يقتصر دوره على كونه مجرد ممول مالي للأسرة، بل هو من يسهر ويكدح ليوفر الأمان والاستقرار، ويتحمل المشاق في سبيل تحقيق أحلام أبنائه. ومع ذلك، يجد كثير من #الآباء أنفسهم في النهاية مجرد أشخاص ثانويين في حياة أبنائهم، يقتصر دورهم على سد الاحتياجات المادية، دون أن يُمنحوا التقدير الذي يستحقونه.
تهميش دور الأب.. لماذا؟
هناك عدة عوامل ساهمت في تقليل مكانة الأب داخل الأسرة، من أبرزها:
التأثير الثقافي والإعلامي: في كثير من الأعمال الدرامية، يتم تصوير الأب على أنه مجرد شخصية سطحية أو حتى عبء على الأسرة، بينما تُقدَّم الأم باعتبارها الوحيدة التي تستحق التقدير.
التحولات الاجتماعية: مع تغير الأدوار في الأسرة، أصبحت الأمهات أكثر استقلالية، مما أدى إلى تقليل دور الأب في اتخاذ القرارات التربوية.
التأثير النسائي: بعض النساء يُرسّخن صورة الأب على أنه مجرد ممول للأسرة، خاصة في حالات الطلاق، حيث يُستخدم الأب كورقة ضغط مادية فقط دون الاعتراف بدوره العاطفي والتربوي.
الأنانية المجتمعية: الأبناء في العصر الحديث أصبحوا أكثر اهتمامًا بأنفسهم، ويتجاهلون من قدم لهم الدعم حين لا يعودون بحاجة إليه.
شعور الأب تجاه هذا الجحود.
الأب الذي يجد نفسه مهمشًا يشعر بغربة داخل أسرته، وربما يتساءل: “هل كان كل ما فعلته بلا قيمة؟”
الكثير من الآباء يواجهون صدمات نفسية نتيجة هذا التهميش، ويفقدون الحماس للحياة عندما لا يجدون رد الجميل أو حتى التقدير العاطفي.
كيف يمكن إعادة الاعتبار لدور الأب؟
تعزيز ثقافة الاحترام والتقدير داخل الأسرة منذ الصغر، من خلال توعية الأبناء بأهمية الأب تمامًا كالأم.
تصحيح الصورة النمطية التي تروجها بعض وسائل الإعلام، والتي تقلل من قيمة الأب في الأسرة.
تعزيز الروابط العاطفية بين الأب وأبنائه، بدلاً من حصر دوره في المسؤوليات المالية فقط.
الأب لا يحتاج إلى الهدايا الفاخرة أو كلمات المجاملة، بل يكفيه الشعور بأنه مقدَّر، وأن جهده لم يذهب هباءً ..
فالبرّ بالوالدين ليس مجرد واجب ديني أو أخلاقي، بل هو اعتراف بجميل من ضحى بكل شيء لأجل أبنائه.
